ساد الصمت بين الرجلين لثوان، وعاد «عبد الناصر » إلى الحديث، وقد برقت عيناه: «إن العالم كله يجب أن يعرف أننا - رغم الهزيمة - نرفض الإذلال...مش الإسرائيليين بس يا «أمين »، العالم كله لازم يعرف كده، وده مهم أوي بالنسبة لنا في المرحلة دي...كل اللي أقدر أقوله إن كرامة البلد في إيديكم .» لم يكن ما سبق حوارًا دراميًّا في رواية، ولكنه حوار دار بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر ورئيس جهاز مخابراته أمين هويدي، وهما يتناقشان حول سبل مواجهة إعلان إسرائيل التنقيب عن البترول في قناة السويس بعد احتلالها سيناء في أعقاب هزيمة يونيو 1967 ... خطة استغرقت عامًا بأيامه ولياليه لتنفذ المخابرات المصرية واحدة من سلسلة عملياتها لحماية هذا الوطن وكرامته؛ بتفجير الحفار قبل وصوله إلى البحر الأحمر أثناء توقفه في أبيدجان في ساحل العاج، رغم كل الحذر والسرية التي فرضتها إسرائيل على العملية. أحداث صاغها الكاتب الراحل «صالح مرسي » بعناية ودقة لتشهد على صراع لم ولن ينتهي مع العدو.