في القرن الخامس قبل الميلاد، أهدى اليونان للعالم أولى صفحات التاريخ، متجسدة في رواية هيرودوت البديعة للحروب الفارسية. هذا العمل، الذي يعد هيرودوت فيه رائدًا في فن السرد التاريخي، تحوّل إلى معلم بارز يجمع بين الدقة التاريخية والسرد القصصي الممتع. جينيفر تي روبرتس، في هذه المقدمة الموجزة والعميقة، تكشف لنا الأسباب التي تجعل من كتابات هيرودوت مصدرًا دائمًا للإثارة والإغناء الفكري. تناولت روبرتس ببراعة الأبعاد المتعددة لفضول هيرودوت اللامحدود، من العادات الغذائية والزواجية في ثقافات متنوعة إلى تصوراته عن الآلهة والطقوس الدينية المحيطة بالموت. هذه الرحلة الاستكشافية عبر الزمان والمكان تُبرز هيرودوت كمؤرخ استثنائي وقاص متمكن، وتُعيد تقييم أعماله ككنز لا ينضب من المعرفة والتسلية.