" أما فرﭼﻴﻨﻲ فلم تخف ولم تطش ، بل لبثت في مكانها كما هي ، وقد علمت أن الساعة آتية لا ريب فيها ، فضمت قميصها إلى جسمها بيدٍ ، ووضعت يدها الأخرى على قلبها ، وسبحت بنظرها في الفضاء ، فأصبح منظرها منظر ملك كريم يطير بجناحيه في جوِّ السماء. وما هو إلا أن أغمض الواقفون عيونهم جزعًا من هذا المنظر الهائل المخيف ، ثم فتحوها فإذا البحر قد ابتلع كلَّ شيء، وإذا كلُّ شيء قد انقضى. " الفضيلة " إحدى كلاسيكيات الأدب ، ذلك الإنتاج الأدبي الذي يعود بنا إلى إبداع العصور الماضية ، ولكن في صورة حداثية سلسة ميسرة ، لنبحر في الماضي بمجداف المستقبل. وإذ يصحبنا المنفلوطي في هذه الرحاب الأدبية ، نلمس تعريبه للروايات الأجنبية حتى كأن أحداثها كانت على أرضنا نحن ، يستلهم روح الرواية ثم يفرزها بروح عربية أصيلة تلمس روح القارئ ووجدانه.