هذا الكتاب هو أحد أهم الأعمال الاستشراقية التي تناولت التاريخ العثماني من منظور عام. ألَّفَه المؤرخ الإنجليزي السير «إدوارد شيفرد كريسي» في منتصف القرن التاسع عشر. ينقسم الكتاب إلى خمسة وعشرين فصلًا، تتبع أغلبها الترتيب الزمني للأحداث، عدا بعض الفصول التي سُلِّط فيها الضوء على تفاصيل معينة تختص بالأنظمة الإدارية أو الحربية للدولة وتطورها. وقد اعتمد «إدوارد كريسي» بشكل رئيسي على «فون هامر»، أو بتعبير آخر سار على دربه في كتابة التاريخ العثماني حتى عام 1774م، لكنه من ناحية أخرى - كما نوَّه هو نفسه - لا يعدُّ كتابه اختصارًا لما جاء في عمل «هامر» على اعتبار أن هامر لم يُترجم إلى الإنجليزية في ذلك الوقت، وإنما اعتمد على كثير من المصادر الأوروبية المعاصرة للأحداث، ومذكرات وتقارير القادة والدبلوماسيين والرحَّالة التي غلب عليها الانحياز، فضلًا عن بعض الدراسات الجزئية التي تناولت الموضوع من أبعاد سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وزاد على ذلك تحليلاته ومقارناته وقَوْلَبَته الخاصة للأحداث. أما الفترة التالية لعام 1774م وحتى فترة ما بعد حرب القِرْم (1853-1856م)، التي انتهى إليها كتابه، فتُعَد بلا شك من أهم أجزاء الكتاب، نظرًا إلى معاصرتها من قِبَل المؤلف واطلاعه الكامل على ملابسات أحداثها، مع الوضع في الاعتبار رؤيته المنحازة للدور الإنجليزي بشكل عام.