تحكي هذه الرواية سيرة «لسان الدين ابن الخطيب»، شهيدِ المحبّةِ وصريعِ الروح الذي يُعتبر مع صديقه ابن خلدون أعظمَ رجلين أنجبهما القرن الثامن الهجري في الغرب الإسلامي. وقد كان له الفضل في إبعاد خطر حملات الاسترداد من قشتالة والممالك النصرانيّة، وبلغ أوج قمّته العلمية والأدبية والسياسية، وملأ قصر الحمراء بأشعاره وأخباره، فتكالب عليه الأعداء، وفي مقدّمتهم أولئك الذين أحسن إليهم مثل تلميذه الخائن ابن زمرك, فأفسدوا ما بينه وبين سلطان مملكة غرناطة. ولمّا رأى تَغيُّر الأحوال، اضطرَّ إلى الهرب، لكن أعداءه وجّهوا له زورًا عدّة تُهَم، منها تهمة الزندقة، فَحاكموه، وسُجِنَ وعُذِّبَ. ثم قتلوه خنقًا في سجنه وأخرجوا جثّته وأحرقوها. لم تكن سيرة «بن الخطيب» إلا نموذجًا لسير غيره من الشخصيات التي تنتمي إلى فئة المُهمّين في هذا العالم، الذين تُمثِّل سيرهم حقل إلهام لا ينضب، يدعونا إلى بعث الوجه الإنساني الحيوي الذي مثّلوه واستشهدوا من أجله. ولا يهمّنا من هذه السيرة مدى مطابقتها للواقع، بقدر ما يفيدنا في ما نتعلّمه في طياتها من الدروس والعِبر، والرموز والتأملات والمصائر والتجارب والانهيارات القيمية والتطلعات والمسارات الكبرى التي تنقل الكتابة الروائية. «ابن الخطيب في روضة طه» هي رواية تاريخية للكاتب المغربي عبد الإله بن عرفه. تحكي سيرة لسان الدين بن الخطيب (1313- 1374م)، أحد أبرز الشخصيات الأدبية والفكرية والسياسية في الأندلس، ذلك الشاعر والكاتب والمؤرخ والفيلسوف والطبيب، الذي نُقِشت قصائده على جدران قصر الحمراء في غرناطة. وقد وصلت الرواية إلى القائمة الطويلة بفرع (الآداب) لجائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2012. استمع الآن
Dieser Download kann aus rechtlichen Gründen nur mit Rechnungsadresse in A, D ausgeliefert werden.