تدور أحداث رواية "كريسماس في مكة" للكاتب أحمد العمري، حول مجموعة أقرباء فرقت بينهم الحرب، السياسة، التاريخ والجغرافيا، وبعد سنواتٍ من الإغتراب والغربة، تحصل فرصة للقاء بينهم، لتلم شملهم في إجازة الكريسماس في بلدة مكة من أجل أداء العمرة. ملامح أولئك الأقارب تغيرت قليلاً ولبعضهم كثيراً، إلا أنهم لم يرجعوا نفس الأشخاص، فقد أصبحوا أشخاص آخرين ليسوا هم، مختلفين تماماً، فلو أن كل واحد منهم اجتمع بنفسه قبل الفراق لأنكرها. فكيف سيكون شكل اللقاء بينهم؟ وهل يمكن للقاءهم أن يحصل فعلاً؟ أم أنه سيكون هذا هو اللقاء الأخير الذي يبرهن لهم أنه لا فائدة ولا جدوى من لقاء قادم؟ يدركون فيه أن كل شيءٍ قد انتهى فعلاً ومن الأفضل أن يضعوا عليه بصمة النسيان؟ وهل ستكون تلك الرحلة تذكرة لرحلة ذهاب وإياب، أم أنها رحلة ذهاب بلا عودة لا يرجع شريطها إلى الماضي؟ شيءٌ واحد فقط سيكون أكيداً، هي إجازتهم هذه في مكة، ستكون إجازة مميزةً واستثنائيةً جداًّ! ومن أجواء الرواية نقرأ: "أمي لم تتذمر حتى الآن، أكاد أسألها هل أنتِ بخير؟، منذ أن بدأت الإجازة وعدت من سكني الجامعيّ في شيفيلد وهي لم تتذمر حتى الآن من: عدم أكلي كما البشر، أو من فوضى غرفتي أو من تأخري في الإستيقاظ، لم تتذمر حتى من قضائي الوقت على الهاتف والسماعتان في أذني، غالباً يعني ذلك أن ثمة شيء ما تحاول أمي أن تخفيه، أعرف أمي جيداً عندما تحاول إخفاء شيءٍ عني، وأعرفها أيضاً عندما تحاول أن تنكر ذلك فتؤكده لي أكثر، لا تجيد الكذب أبداً، في كل مرة تكذب تبلع ريقها وتعدل من شعرها كما لو أنها ترسل للجميع إشارة: لا تصدقوني".
Dieser Download kann aus rechtlichen Gründen nur mit Rechnungsadresse in A, D ausgeliefert werden.