كتاب "حدثنا الزمان" للدكتور عائض القرني، نجد فيه أنفسنا أمام أحاديث الزمان، حيث قام القرني بجمع الأفكار والتجارب التي هي ولادة مطالعات ومقالات ومواقف ومشاهدات وسماعات، أراد أن ينقلها لمن أراد أن يستفيد منها ويتأمل فيها. يبدأ الدكتور بالحديث عن "صناعة الحياة" ، أن يكون لك موقعٌ في هذا العالم، رقماً له قيمة لا صفراً على الشمال، بمعنى أن تساهم في البناء والعطاء فلا تكون مجرد حِملٍ ثقيل على الأمة، ضارباً مثالاً على النملة التي تحاول المرة تلو المرة حتى تصل غايتها. ينتقل القرني للحديث عن كلام غيّر التاريخ، ذاكراً خُطبَ رسول الله التي كانت تحرك القلوب وتدب فيها حب الجنة والجهاد في سبيل الله، وخطبة أبو بكر وعليّ وطارق بن زياد التي كانت تأسر النفوس أسراً وتكسر جماجم الفصاحة على رؤوس الأشهاد كسراً، خلافاً لخطباء يخطبون في الجموع فلا تنبس شفة ولا تتحرك أنملة ولا يرمش طرف. كما يحكي القرني عن فوائد ومنافع العزلة الكثيرة للإنسان، منها جمع القلب على طاعة الرب وكف اللسان عن الغيبة واللغو ورديء القول وغيرها. كما يتحدث القرني عن حال الأمة الأمريكية وغيرها فعندهم من المكتبات ما تمتلئ وتزخر بكثير من المجلدات والكتب إلا أنهم لا يعرفون الله ولا يجدون نوره فحال رجل عمله مستقيماً عنده المصحف ويتدبره ويعمل به أفضل من حال رجل يملك مكتبة ضخمة ولا يعرف الله. ويوجه القرني دعوة للقارئ في كتابه لأن يبتسم مهما كان حاله فوراء كل شيء حكمة خفية تخبئ خلفها الخير. وينقل الكاتب بعضاً من مقولات المشاهير الأجانب التي تحمل الفائدة والحكمة والأمل وغيرها، ويكمل رحلته مع القارئ في هذا الكتاب واضعاً فيه الكثير من الأشياء والدروس أو عن بعض الأشخاص أو العبر التي يمكن الاستفادة منها لنرتقي بأنفسنا لأعلى الدرجات في القمم.
Dieser Download kann aus rechtlichen Gründen nur mit Rechnungsadresse in A, D ausgeliefert werden.