«يعرف السبب.. إنها تلك الفتاة.. تلك العُصفورة الحمراء الصغيرة.. هي من حرَّكتْ مياهَ عُمره الساكنة وأثارت داخله زوبعات الذكريات.. سحبَ سيفه وتطلع إليه بحنينٍ غريب، قبل أن يغمده لتعود عصاه سيرتها الأولى ويعود عقله مرغمًا إلى الماضي.. إلى المرة الأولى التي طالعته فيها شمسُ الغروب.. أثارَ كلُّ شيءٍ دهشته بشدة.. شعرها الغريب وعيناها الأغرب.. ثمة حزنٍ عميق يطل من قسماتها ويسكن نظرات عينيها.. حزنٌ أوضح من أن تخطئه عيناه..». كم من إنسانٍ تعرَّضَ للتهميش بسببٍ مما يحمله من مميزاتٍ، هكذا هي "أمل" بطلةُ روايتنا"، تلك الفتاة الهادئة التي تثور متمردةً على بيئتها التي تشعرها بالضعف، فتخوضُ مغامرةً لم تكن في الحسبان، مغامرة تحملها إلى أرضٍ أخرى، أرضِ مملكة "إيشوريا". كما ودعت أمل عالمها السابق فإنها تودع اسمها القديم لتصير "بينارو" العصفورة الحمراء المنتظرة في مملكة "إيشوريا". وإذا كان ما حظيت به من مميزاتٍ في عالمها السابق كان سببًا مباشرًا في تهميشها، فإنها في عالمها الجديد ستحظى بمميزاتٍ تورطها في صراعاتٍ تتعلقُ بعرش المملكة، التي تدور فيها رحى الحرب على أشدها، وتسقط فيها الخيانةُ الأقنعة عن وجوه أهلها. لن تسير بينارو في عالمها الجديد دون رفيقٍ، فها هو (جاكيروس) أحد أبطال إيشوريا، أول من رأى العصفورة الحمراء على أرض المملكة، هو وحده، دون بقية أهل المملكة تجمعه ببطلتنا علاقةٌ وثيقةٌ لا يُفهم سببها، لكن هذه العلاقة ستكون فاعلًا في سائر أحداث الرواية. فما علاقة (بينارو) بالمملكة وملكتها؟ وما سر الوهج الأحمر؟ وما الذي جاء بها من الأساس لعالم مختلف تمامًا عن عالمها؟ استمع الآن.
Dieser Download kann aus rechtlichen Gründen nur mit Rechnungsadresse in A, D ausgeliefert werden.