صدرت رواية (بطنها المأوى) للروائية العراقية دُنى غالي، وهي عن دار المتوسط للنشر في إيطاليا، وفي هذه الرواية نتعرف إلى قصة عامر، وهو الذي مات ولم يمت، بل هو تائه بين أكثر من بيت وبلد ولغة وامرأة وهو يحاول عبثا الجمع بينهم في آن واحد، أصبح تامر ترنيمة، وأغنية، ترددها الأمهات على مسماع الأطفال، فيغنون ويرقصون. وعامر هو مهجر، ضائع، بلا بلد وبلا هوية، يتقدم بطلب اللجوء، فينتظر طويلاً وطويلاً ويتعرّف إلى امرأتين في آن واحد، الأولى هي مريم وهي تنتمي لنفس مدينته البصرة، أما المرأة الثانية فهي تينا وهي غريبة وبعيدة وأوروبية، وهي التي تعشق عامر وتريده لكنها تخشاه في الوقت نفسه، فلا هي تثق به ولا هي تعرف دواخل نفسه فهو غريب عنها وعن بلادها. تدور الرواية على محورين، الماضي والحاضر، فالسرد يتحدث عن الشخصيات وما تمر به من أحداث ثم تعود إلى تاريخهم الماضي وحياتهم، وهي من خلال تلك الشخصيات والسردية توضح بعض جوانب ما مرّ به العراق في فترة الستينات من القرن العشرين وحتى الفترة ما بعد انتفاضة 1991، ومنتصف التسعينات من القرن الماضي. دنى غالي من مواليد مدينة البصرة وعاشت فيها سنوات طفولتها وشبابها، حصلت على البكالوريوس وتخرجت في كلية الزراعة بجامعة البصرة، ثم تركت العراق بعد حرب الخليج الثانية، وتعيش في الدنمارك منذ عام 1992، عملت في مجال الترجمة الأدبية بالمكتبة الملكية في مدينة كوبنهاجن، نشرت وترجمت مجموعة من القصص القصيرة، والروايات، والقصائد باللغتين العربية والدنماركية، عضوة في اتحاد الكتاب الدنماركيين، وعضوة في رابطة القلم، ورابطة المترجمين الدنماركيين، صدر لها في عام 2000 أول عمل روائي بعنوان "النقطة الأبعد"، شاركت في العديد من الأمسيات والندوات الثقافية بالدانمارك والسويد، تكشف عبر شخصيات رواياتها معانأة المواطن العراقي وبالذات المرأة في حربي الخليج الاولى والثانية وتأثيرهما على المجتمع العراقي.
Dieser Download kann aus rechtlichen Gründen nur mit Rechnungsadresse in A, D ausgeliefert werden.