قالت لي أمي يومًا أن الرجال لا يحبون المرأة التي تُبدي اهتمامًا بهم؛ الرجال يُغرمون بذلك النوع المتباعد، المُتحدي، ذلك النوع الذي يُشعرهم أن عليهم القتال للحصول على كعكة فوزهم. قلت لها أنني لا أرغب بأن صبح كعكة فوز أحدهم؛ فسألتني ماذا ترغبين أن تصبحي إذن يا أروى؟ أجبتها دون تفكير: أريد أن أصبح حُورية بحر.
هزأت مني وقتها قائلة أن الحوريات ذبن في الأمواج؛ لأنهن أحببن أمراءً لم يبادلونهن حبًا بحب.. كل منهن ضحت بطريقة أو بأخرى، ولا يوجد مكان للمرأة المُضحية بقلب الرجل. قالت أمي أنه لا مكان للنُبل، وإذا أردت أن أصبح مالكة قلب أحدهم فالخديعة هي الوسيلة الوحيدة؛ عليّ أن أكون حية.. ثُعبانًا وحرباء أيضًا...
وكلما مر الوقت أدركت أن جميع الحُوريات في قصصهن الحقيقية تحولن لزبد البحر؛ كل منهن لم تحظ بالحب الذي أرادت.. لقد تحولن إلى أشباحًا تُطارد السُفن.. أشباحًا تخطف الرجال، تنتقم من بعضهم، وتتلذذ بأسر البعض الآخر إلى الأبد، أو رُبما لم يتحولن إلى زبد البحر قط، رُبما انتحرن انتحارًا جماعيًّا كالحيتان.. جلسن فوق شاطئ لا تغيب شمسه وتبخرن إلى الأبد. وها أنا.. آخر الحوريات. أجلس وحيدة أفكر؛ هل عليّ الالتحام بالأمواج؟ أم عليّ البقاء على الشاطئ حتى يجف جسدي، وأموت و
Dieser Download kann aus rechtlichen Gründen nur mit Rechnungsadresse in A, D ausgeliefert werden.