يتناول باتريك موديانو، في "عشب الليالي"، قصة اختطاف المهدي بن بركة. وتدور أحداث الرواية في سنوات الستينات من القرن الماضي، في مدينة باريس. ونتبين أن بطلها شاب يبحث عن الحب. وعن أصدقاء غامضين، ومن بينهم شابة وقع البطل في غرامها، قبل أن تتورط في قضية بن بركة.
وقوع الحدث ذاك، خلّف ضجة سياسية كبرى. وفي تلك الأثناء، كان باترك موديانو في العشرين من عمره. ويقول عن تلك الفترة: "كانت مرحلة غائمة أو بالأحرى ضبابية. لم أكن قد بلغت 21 سنة. وكنت حينها أعيش، إلى حد ما، حياة مهاجر سري عابر في باريس، وأرافق أناساً يرتبطون، بشكل غير مباشر، بعالم مشبوه، وأتردد على أمكنة غريبة.
وكانت توجد هنا وهناك مؤشرات على ما سيصبح لاحقاً معروفاً بقضية بن بركة". وكانت هذه الأوساط المشبوهة والغريبة، كما يجسدها في أثواب شتى في روايته، تضم رجال مخابرات مغاربة ومجرمين فرنسيين من ذوي السوابق، وهم الذين سيخططون وسيتعاونون على اختطاف زعيم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية المهدي بن بركة في باريس، في 1965 الذي اختفت جثته إلى يومنا هذا.
جولات وأحاسيس مختلطة
عندما نغلق هذه الرواية، الممتزجة مع السيرة الذاتية، يتملكنا إحساس بالخفة وبالفراغ اللذين كان يحس بهما باتريك موديانو بينما يتجول في باريس، على رصيف نهر السين، المسمى رصيف هنري الرابع، وذلك ذات مساء من مساءات شهر يوليو.
عموماً، إنها رواية تحوي الكثير من أحلام كاتبها.. أحلام تحوم حول: المحكوم عليهم، الرصاص الطائش، فندق مريب.. وهكذا تعود الذاكرة بالكاتب الفرنسي موديانو، في تلافيف العمل إلى عمق الماضي وتفاصيله، ليلعب دور المخبر المحقق الباحث عن الحقيقة، من خلال ذكريات "باريس 1960، الخطيرة.. المظلمة والمضطربة".
عن جريدة "البيان" الإماراتية
Dieser Download kann aus rechtlichen Gründen nur mit Rechnungsadresse in A, D ausgeliefert werden.