تدور أحداث رواية "بيت القبطية" للكاتب أشرف العشماوي حول محقق قضائي، يعمل على التحقيق في بعض الجرائم الجنائية التي حصلت في قرية صغيرة شمال الصعيد، فيتفاجئ المحقق أثناء تحقيقه بأمورٍ أخطر من هذه الجرائم، جرائم قتل بلا أية أسباب منطقية، حالات انتحارٍ مريعة، حرائق في المزارع والبيوت بدون سبب واضح، الأمر الذي يثير حالة الشك عند المحقق والجميع، حيث يتشابك مصير المحقق مع سيدة قبطية غامضة. يبحر الكاتب العشماوي في هذا العمل داخل نفوسٍ تركيبتها مُعقدة، سارداً أحداث الرواية في عوالم جديدة ومثيرة، وتفاصيل مضحكة مبكية، مستخدماً نسقاً سردياً آسر، ينعش الفكر ويغني الخيال، تاركاً للقارئ مجالاً واسعاً للتفسير.
ومن صفحات هذه الرواية: "داعب النعاس جفوني ببطء فقاومته بتكاسل، لا يتغلب أحدنا على الآخر، حتى انحرفنا فجأة إلى أقصى اليمين عن الطريق السريع فانتبهت، سحب الخريف الداكنة تملأ السماء..تتسابق..تتلاحم..سرعان ما تتجمع متأهبة لإنزال المطر، تتراجع في آخر لحظة..تنسحب..تتفرق من جديد، الظلام يطاردها ويحاصرها قبل أن يظفر بها ليبتلعها، فتحت نافذة السيارة، تدفقت نسمة هواءٍ باردة منعشة، سرت قشعريرة بجسدي فأحكمت غلقها، أهتز ويرتج جسمي كله من طرق غير ممهدة نسلكها وسط الغيطان، ألمح لافتة يعلوها الصدأ، حرفها شبه ممحاة، قرأت ما عليها بصعوبة.."قرية الطايعة"..مكتوبة أو ما تبقى منها بخط جميل كبير، ربّت كتف السائق سائلاً: باقي كتير على ما نوصل؟، أشار لمبنى قديم ثلثه متوارٍ خلف أشجار كافور ضخمة وهو ينحرف ناحية اليسار قائلاً:وصلنا يا باشا، أنزل السائق أمتعتي وسبقني بخطوات واسعة حتى اختفى وراء الأشجار التي تلف المكان بعشوائية، تحاول إخفاءه عن العيون فلم تفلح، فيعاونها الليل وهو ينزل ستائره بهمة لتتوارى مؤقتاً حتى الصباح".
Dieser Download kann aus rechtlichen Gründen nur mit Rechnungsadresse in A, D ausgeliefert werden.