«اقتتالنا على السماء، أفقدنا الأرض»، بهذه العبارة لأنطون سعادة، تستهلّ سحر خليفة روايتها «أرض وسماء» (دار الآداب). العبارة ذاتها أوحت للروائية الفلسطينية عنوان كتابها، فـ «هذا القول هو محور هذا الزمن الرديء. نحن ما زلنا نعاني لعنة الطائفية. وأنطون سعادة كان من أوائل من نبَّهوا إلى خطورة الطائفية. لهذا اخترت الكتابة عنه. نحن أشد ما نكون بحاجة إلى مراجعة فكر سعادة ونضالاته». تستهل الرواية الحديث عن حياة أنطون سعادة بواقعة استشهاده، وتتوغل الرواية في تاريخ لبنان لتعرضَ بعضًا من الأحداث العاصفة مثل حادثة الجميزة، مرورًا بلقاء أنطون بالأمينة جولييت ألمير وكريماته صفية وأليسار وراغدة عشة الثورة الاجتماعية الأولى في تموز 1949، وانتهاءً بتسليم نفسه للقصر الرئاسي في دمشق، ثم اعتقاله ومحاكمته في بيروت. تقول خليفة: «سعادة هو البطل الرئيس في روايتي. اخترت الكتابة عنه الآن، لأنّ فكره ونضاله هما الأفضل لهذا الوقت. الطائفية تحيط بنا اليوم في كل قطر. انظر الى العراق، وسوريا ومصر ولبنان، وإلى كل بقعة في العالم العربي، ماذا ترى؟ أين هو الربيع العربي؟ لعنة الطائفية أصابته وجعلته خريفاً، بل شتاءً موغلاً في البرد والتصحر. وما لم نقاومها، كما فعل سعادة، فمصيرنا مظلم شديد السواد، وهذا ما حذّر منه سعادة، واستشهد أثناء مقاومته». استمع الآن.
Dieser Download kann aus rechtlichen Gründen nur mit Rechnungsadresse in A, D ausgeliefert werden.