«قررت أن أنتصر بطريقةٍ مختلفة؛ سأُحدِث العالم عن هزيمتي، سأقص بالتفصيل ملامح أعدائي المنتصرين. حينها سيشعرون بالهزيمة والخزي». في هذه الرواية، يستخدم الكاتب والطبيب اليمني «مروان الغفوري» الرسائل المتبادلة بينه وبين «إيمان» بطلة روايته كطريقةٍ للسرد، فتكون الرواية كلها عبارة عن رسائل تقصّ فيها إيمان حكايتها له، ورسائل يردّ فيها هو على تساؤلاتها ويحفزها على الاستمرار في الكتابة، ويذكّرها بأحداثٍ روتها له سابقًا، وينقل لها ما تثيره رسائلها في داخله من مشاعرٍ وذكريات. تتحدث الرواية عن الحروب التي مرت في مدينة «صَعدَة» باليمن، وعن مليشيا الحوثيين دون أن تسميهم، وعن المخلوع علي عبدالله صالح، دون أن تذكر اسمه، وعن مأساة البلاد التي تأكلها الحروب والكراهية، وعن الشباب الذين يقودهم رجال الدين إلى مصارعهم. كما تتناول بالأساس حكايات اليمنيات اللاتي يعانين في صمتٍ ويلات كل تلك المآسي وآثار حصار التقاليد والأفكار القديمة الظالمة، التي تحرمها من أبسط حقوقها في التعليم والميراث وتجعل منها محل ريبة دائمًا. تمتد الرسائل لمدة شهر ونصف تقريبًا من مطلع عام 2014، ولكنها تُلخص سنواتٍ طويلة من حياة الشخصيات التي تحكي عنها «إيمان»، التي منحها الكاتب الاهتمام الأكبر؛ إذ نجده يمرَّ على الأحداث السياسية في اليمن -كاندلاع ثورة 2011- مرورًا سريعًا، وكأنه يريد القول إن الأهم والأسمى هو الإنسان، وليس الثورات أو الحروب أو غير ذلك. استمع الآن.
Dieser Download kann aus rechtlichen Gründen nur mit Rechnungsadresse in A, D ausgeliefert werden.