تعتبر رواية "النَيّدِلان" للكاتب محمد عصمت، رواية رعب، ولكنها رواية رعبٍ ناضج فهي تطرح تركيباتٍ نفسية وشخصيات وخيالٍ علميّ، وتدور أحداث الرواية مع البطل "فؤاد العراقي"، حيث يكون مخترعاً ووريثاً لوالده المخترع أيضاً الذي توفي في حادث ناتجٍ عن إحدى تجاربه. يقرر فؤاد أن يكمل مسيرة والده العلمية وفي إحدى الأيام يحلم فؤاد في والده، وبعد هذا الحلم يتساءل فؤاد لماذا لا يمكننا تسجيل أحلامنا! ومن هنا تتصاعد الأحداث، فينجح فؤاد في تصنيع جهاز يسمح له في تسجل أحداث كثيرة، ويتحول هذا الجهاز لعلامة تجارية حيث يبدأ الناس بالإقبال عليه، ولكنهم يحبون الكوابيس أكثر من الأحلام المبهجة، فماذا سيحصل للبطل فؤاد في عالم الكوابيس عند ظهور إحدى الشخصيات الغامضة له التي تظهر كعاملٍ مشترك بين الكوابيس؟ وهل من الممكن للكوابيس أن تؤثر على حياتنا؟ وهل من المحتمل للأموات التواصل معنا؟ كل هذه الأسئلة وغيرها نجدها في هذه الرواية. ومن أجواء الرواية نقرأ: "وضعت كوب القهوة على المكتب وأنا أفتح الكتاب الضخم ذو الغلاف الجلدي الأسود السميك، فتحت صفحة عشوائية وقرأت أول ما وقعت عليه عينيّ (أنج نجاء من غريم مكبول...يُلقى عليه النَيّدلان والغول)، النيدلان.. هذه هي الإشارة التي كنت أبحث عنها، ورغم أنها كلمة غير متداولة إلا أنني كنت أعرفها جيداً، النيدلان هو الكابوس في اللغة العربية الفصحى، إذاً هذه هي الرسالة التي كنت أبحث عنها، وضعت الكتاب في مكانه مرة أخرى ونسيت قهوتي وأنا أتحرك نحو القبو وابتسامة واسعة تزّين شفاهي، الجو بارد بعض الشيء، أسمع صوت ضحكاتهم العالية بالخارج، أسمع صوت خطواتهم وهم يركضون في كل مكان بعشوائية، هناك شيء خاطئ في ضحكاتهم، كأنها تترد في المكان، بصوتٍ أشبه بالصدى".
Dieser Download kann aus rechtlichen Gründen nur mit Rechnungsadresse in A, D ausgeliefert werden.