«اللهم ضع هؤلاء وأولئك أمامي، بالمفرد والجمع: بالمشايخ وذوي الأبدان الضعيفة والسخيفة والخفيفة؛ موظفي الدولة، العمداء والمدراء، رجال الدعة والأطايب والنياشين وذوي القربى وأبناء آوى والخال، والذي يحذو حذوهم، أولئك الواقفين في الباب: الشرطة، الأطباء، الرياضيين، الممثلين، رجال الأعمال، وأصحاب الحرف المؤقتة والأمزجة الباردة والفاترة واليائسة، خصوصًا الذين يثيرون لديَّ شهوة الاستفراغ». إن أردتَ أن تتحرى أوضاعَ مجتمع فما عليك إلا أن تتحرى أوضاع النساء فيه، وروايةُ "الغلامة" تسلك هذا المسلك. بطلة الرواية، صبيحةُ، فتاةٌ جامعية، تعيشُ مع خالتها في حي الأعظمية ببغداد، وبالإضافة إلى الدراسة، تمارس هوايتيها: الكتابةُ والترجمة، ومن بعدهما هوايتها الخفيَّة: تنتظر فارس الأحلام. لكن الحب سيقودها إلى كابوس حياتها؛ إذ يُلقى القبض عليها ذات ليلة في فبراير 1963، ويُحقَّقُ معها لأنها تحب بدرًا، وهو أحد المعارضين للنظام الحاكم. يعذبونها، ويتناوبون على اغتصابها، وتغدو صبيحةُ يحدد مسارها حادثة الاغتصاب تلك، تعتزل العالم لفترةٍ لتخرج بعدها لتعاين فساد المكان، والأدهى فسادَ الزمان: «حتى السنين التي لم نعشها بعد، نحن وغيرنا، أشعر أنها فسدت مسبقًا. أُخذت ونهبت هي أيضاً ولم يترك لنا أي شيء». استمع الآن.
Dieser Download kann aus rechtlichen Gründen nur mit Rechnungsadresse in A, D ausgeliefert werden.