كتب الأوروبيون عن آثارهم كثيرًا، وكتبوا الكثير عن آثارنا أيضًا، ومنذ نهض محمد علي الكبير بمصر، أخذ بنوها يعنون بترجمة ما كتب باللغات الأجنبية عن أعمال الفن وآثار السلف، ثم أخذوا يكتبون هم أنفسهم عن تلك الآثار والأعمال. ويلاحظ قارئ هذا الكتاب أن المؤلفين عرضا لمختلف الفنون كالعمارة والتصوير والنحت والزخرفة، كما أشارا إلى بعض حوادث تاريخية وسياسية، قاصدين بذلك توفير جانب من الثقافة العامة والفنية، يستفيد به طالب الفن التطبيقي في إدراك تطورات الفنون التي تتصل بطبيعة عمله، وكان ذلك ضروريًا إذ الفنون كلها من أصل واحد ، وقد أخذت جميعها في الازدهار عندما ساعدت على ذلك العوامل الطيبة فارتقت بها.