منذ أن نشر تشيه مان- شيك، أحد أشهر أدباء كوريا في القرن العشرين وأكثرهم تقديرًا حول العالم، روايته "سلام تحت ظلال الجنة" في سيئول عام 1938، احتلت الرواية مكانة متميزة في تاريخ الأدب الكوري عمومًا، وبين الأعمال الروائية المُعبِّرة عن المجتمع في زمن الاحتلال الياباني لكوريا، على وجه الخصوص. في 15 فصل، يقدم لنا تشيه مان-شيك جدارية درامية هائلة، محتشدة التفاصيل، تحفل بالسخرية والتأمل والكوميديا السوداء، لحياة السيد الأستاذ يون وأسرته وصراعاته الدائمة للحفاظ على مكانته وثروته ومكاسبه الأخرى، والنجاة بطموحاته وسط مجتمع مُتقلِّب يخطو بثباتٍ نحو الحياة الحديثة للقرن العشرين. تختلط الصراعات بين أفراد الأسرة، بالأوضاع الاجتماعية الآفلة، والتفكك المتسارع للقيم والتقاليد الأخلاقية للمجتمع الكوري، بالنظرة المتعمقة لأحوال المزارعين الكوريين تحت ظل الإقطاع، لتقدم للقارئ صورة مدهشة، متعددة الطبقات، هادئة النبرة، عن الحياة الخفية للكوريين وثقافتهم الفريدة، إبان الحرب. تُرجِمت أعمال تشيه مان- شيك لعدة لغات منها: الإنجليزية والفرنسية والروسية والألمانية. واليوم، تقدم دار آفاق أحد أهم أعماله لأول مرة إلى قارئ اللغة العربية، بترجمة عن الكورية مباشرة للمترجمتين آلاء فتحي ومروة زهران. * تشيه مان - شيك: روائي وقاص وكاتب ساخر، من مواليد أوكوجو بمقاطعة جيولا بكوريا الجنوبية عام 1902. تخرج من جامعة واسيدا بطوكيو، اليابان. عمل محررًا ومراسلًا للعديد من المجلات ودور النشر، قبل أن يقرر اقتحام الساحة الأدبية لأول مرة عام 1924 بقصته القصيرة "نحو المسارات الثلاثة". لفت الأنظار للمرة الأولى عندما نشر قصة "حياة جاهزة". وفي عام 1936، انتقل للحياة في كايسونج بكوريا الشمالية لكي يتفرغ للكتابة الإبداعية. حقق مان-سيك مشوارًا أدبيًا حافلًا، بنحو 16 عملًا تنوعت بين القصة القصيرة والرواية والمسرحية والمقال الأدبي، قبل أن يرحل عن عالمنا عام 1950، عن عمرٍ يناهز 47 عامًا.