أثناء وجوده في السجن، بسبب سرقته ما قيمته 70 دولارا وقضاءه 10 سنوات سجينا، أصبح جورج جاكسون مثقفًا ذاتيًا وواعيًا اجتماعيًا. ولإدراكه حقيقة الرأسمالية والهيمنة الأميركية الخانقة التي يفرضها الرجل الأبيض ويقينه أن الثورة على هذا الوضع ضرورة حتمية تبررها كل القوانين والشرائع ولإيمانه بأن التسامح واللاعنف لم يجيدا في إحداث فرق ملحوظ ولم يسهما في تغيير واقع السود صار مقتنعا بأن الثورة المسلحة ومواجهة العنف بالعنف هو الواجب الذي لابد أن يرتقى تفكير السود المضطهدين إلى القيام بأعبائه، صار متحالفًا أيديولوجيًا مع حزب الفهود السود للدفاع عن النفس، وهي حركة ثورية قامت في الستينيات بأنشطة خطيرة وجذرية ولكونها مجموعة سوداء معادية للاستبداد كانت في معارضة تامة مع أنظمة القوة الراسخة (والعنصرية) في الولايات المتحدة، وتحديداً برنامج جيه إدغار هوفر للاستخبارات المضادة.اثأر مقتل جاكسون أثناء محاولته الهرب حسب الرواية الرسمية ردود فعل عديدة منها أن بوب ديلان كتب أغنية احتجاجية في مديح جاكسون. ("لم يكن يحتمل السوء من أحد / لم ينحن أو يركع / السلطات كرهته / لأنه كان حقيقيًا للغاية.") وأصر جان جينيه على أن تقرأ مجموعة رسائله " على أنها بيان، وكمسألة، ودعوة إلى التمرد، لأنها كذلك أولاً وقبل كل شيء". كما كتب جاك دريدا رسالة طويلة إلى جينيه قلقًا من أن المقدمة التي كتبها لم تنصف الموقف الرهيب الذي كان من المفترض أن تكشفه كتابات جاكسون. هذا الكتاب هو نظرة على ما يعنيه العيش، أو ربما بشكل أكثر دقة، البقاء على قيد الحياة في تلك السجون. نداء صارخ يتردد صداه من داخل أحشاء نظام بربري.