«رواية الشقيقتين»، رواية من أعمال الأديب والمستشرق البلجيكي هنري لامنس، ترجمها إلى العربيّة أنطون شحيبر. "كان جانب من المنزل تحجبه أشجار الأزدرخت (الزنزلخت) والصنوبر، يتلاعب في أغصانها نسيم الصبا، وتغرّد فوق أفنانها طيور الربى. أمّا هندام ُ المسكن فلم يك يُشبه بشيءٍ ما جاوره من المعاهد الصيفية، وإنما أراد صاحبه أن يجمع فيه بين هيئة المصايف السويسرية وخواص الدور السورية المحدثة، فكان يعلوه القرميد الأحمر على شكل مخروط، وفي وسط البناء شرفٌ ناتئة مستطيلة (بَلْكون) لترويح النفس في طرفي النهار. وكان أمام البيت سطح واسع الفناء، يُشرف منه على منظر بهيّ، فكنت ترى على بُعدٍ ثبج البحر الزّاخر، إذ ترمي عليه الشمس أشعتها الذهبيَّة، أو يجيش بأمواجه فينتظم له على الساحل سلك من درر الزبَد. فهناك مُضجّعةٌ بريوت، وهي أشبه بملكة حسناء ترتفق إلى سفح الجبل وتبسط ُ رجليها في غمر البحار، بينما تُمنطق أعطافَها مناطقُ زبرجد صيغت لها من خضرة بساتينها وغابات صنوبرها"