" أما هذا البيت فإن الآباء منه اتفقوا فملكوا والأبناء اختلفوا فهلكوا، وإذا غرب نجم في الحيلة تشريقه، وإذا بدا خرقُ ثوبِ فما يليه إلا تمزيقه، وهيهات أن يُسَدَّ على قدر طريقه، وقد قُدّر طروقه، وإذا كان الله مع خصم على خصم، فمن كان الله معه فمن يطيقه؟"
كانت تلك الكلمات هي ما قاله القاضي الفاضل في الوقائع التي حدثت بين أبناء صلاح الدين الأيوبي والذين
كان الملك الأفضل أكبرهم وقد خلف أباه كثاني أميرٍ على دمشق، كان اسمه الحسن علي ولقب بالملك الأفضل نور الدين لما اجتمع فيه من فضائل.
كان الملك الأفضل أكبر أولاد أبيه وإليه كانت ولاية عهده، فلما توفى والده بدمشق وكان هو في صحبته، استقل بمملكة دمشق، واستقل أخوه الملك العزيز عماد الدين عثمان بالديار المصرية، وبقي الملك الظاهر أخوهما بحلب، ثم إن الملك الأفضل جرت له مع أخيه وقائع يشرحها الكتاب بالتفصيل وآخر الأمر أن العزيز والملك العادل عمه حاصرا دمشق، وأخذاها من الأفضل وأعطاها صَرخد، فمضى إليها وأقام بها قليلاً، فمات العزيز بمصر وتولى ولده الملك المنصور محمد وكان صغيرًا، فطُلِبَ الملك الأفضل منه طلبًا غيّر مجرى الأمور..
يشرح هذا الكتاب عن حياة الملك الأفضل باستفاضة ويوثّق وقائع تاريخية لم تُذكر من قبل.
Dieser Download kann aus rechtlichen Gründen nur mit Rechnungsadresse in A, D ausgeliefert werden.