6,49 €
inkl. MwSt.
Sofort per Download lieferbar
  • Format: ePub

إن الإنسان العصري، وقد أعشاه نشاطه العقلي، كف عن توجيه روحه إلى الحياة الروحانية الكاملة، أي إلى حياة روحية تتغلغل في أعماق النفس فهو في حلبة الفكر في صراع صريح مع نفسه، وهو في مضمار الحياة الإقتصادية والسياسية في كفاح صريح مع غيره، وهو يجد نفسه غير قادر على كبح إثرته الجارفة، وحبه للمال حبًا جمًا طاغيًا يقتل كل ما فيه من نضال سام شيئًا فشيئًا ولا يعود عليه منه إلا تعب الحياة.. هذه هي حال الغرب ؟! وليست حال الشرق خيرًا منها فأسلوب الصوفية وهو الأسلوب الذي تطورت ونمت به الحياة الدينية في أسمى صورها، أصبح الآن في حكم الفاشل. لقد انطفأت وقدته، وخبأت أنواره، وأصبح أبعد ما يكون عن تدعيم قوى الحياة…mehr

Produktbeschreibung
إن الإنسان العصري، وقد أعشاه نشاطه العقلي، كف عن توجيه روحه إلى الحياة الروحانية الكاملة، أي إلى حياة روحية تتغلغل في أعماق النفس فهو في حلبة الفكر في صراع صريح مع نفسه، وهو في مضمار الحياة الإقتصادية والسياسية في كفاح صريح مع غيره، وهو يجد نفسه غير قادر على كبح إثرته الجارفة، وحبه للمال حبًا جمًا طاغيًا يقتل كل ما فيه من نضال سام شيئًا فشيئًا ولا يعود عليه منه إلا تعب الحياة.. هذه هي حال الغرب ؟! وليست حال الشرق خيرًا منها فأسلوب الصوفية وهو الأسلوب الذي تطورت ونمت به الحياة الدينية في أسمى صورها، أصبح الآن في حكم الفاشل. لقد انطفأت وقدته، وخبأت أنواره، وأصبح أبعد ما يكون عن تدعيم قوى الحياة النفسية عند الرجل العادي، بحيث تعده للمشاركة في موكب التاريخ ،لقد انقلب إلى نوع من الزهد الزائف يجعل صاحبه يقنع بجهله ورقيه الروحي قناعة تامة.إن هذا النصر الكبير الذي حققه الإنسان في عالم المادة سيبقى شرًّا، حتى يضاف إليه انتصار مماثل في عالم الروح وحينئذٍ يوجد أروع نموذج للإنسان السيد المؤمن القادر. لقد انهارت العوائق المادية أمام العقل المادي، وواجبنا الأقدس أن نفتح لقلبه الآفاق الروحية بأنوارها وإشراقاتها وإيمانها لنوجد الإنسان الخليفة تاج الخليقة.