كل جيل عنده عناصر ساهمت في تكوين شخصيّته، وكان لها دور في تحديد وجهة نظره تجاه العالم، وتشكيل طبيعة العلاقة اللي هاتستمر طول حياته بينه وبين العالم دا. لكن جيل التمانينات بالذات بيتمتّع بخصوصية فريدة بين كل الأجيال، سببها هو مجيئه في لحظة فارقة بين زمنين.. لحظة قرّرت فيها عجلة الزمن إنها تدور أسرع من المعتاد، وتاخد في طريقها تفاصيل كتير نشأ واتربّى عليها، وحلم بيها، وشارك في صناعتها.. وتحُط مكانهم عناصر جديدة بمعايير مختلفة تمامًا عن اللي هو يعرفه، من غير ما تقول له يتعامل معاهم إزاي.. ودلوقت هو عايش في زمن تاني بمفرادت مختلفة، وعنده نفس إحساس المُهاجر اللي مش قادر ينسى، ولا عارف يتأقلم. لو كنت من الجيل اللي لسه فاكر برامج الراديو، ورحلات القناطر يوم شم النسيم، وحضرت فرح فوق السطوح، وعارف يعني إيه كورة شراب، يبقى الكتاب دا عشانك، لأنه بيتكلّم عنك.. ولو كنت من جيل تاني، وبتواجه صعوبة في التواصل مع أبناء التمانينات ومش قادر تفهمهم، ولا عارف هما ليه مختلفين عن بقية الأجيال، يبقى الكتاب دا عشانك، لأنه بيكلّمك.