هذا كتاب مهم من جوانب عديدة، لعل الأهم فيه هو أنه أول دراسة عربية كاملة عن رائد الرواية العالمية المعاصرة ميغيل دي سرڨانتس وقد كتبه اثنان من رواد الدراسات الإسبانية البِكر في عالمنا العربي وهما الكاتبان والمترجمان د.نجيب أبو ملهم و د.موسى عبود. وهو أول كتاب نقدي يوضع عن سرڨانتس بلغتنا العربية، إذ لا وجود لأي جهد تعريفي أو نقدي سابق لهما إلا فيما تناثر هنا وهناك من تعريفات مبتسرة وتذكير في بعض الحوليات والمجلات والصحف مما لا تشكل أية أهمية في البحث والنقد. وهذا بحد ذاته (إضافة إلى حجم الدراسة المستفيضة المقدمة للقارئ العربي ومعلوماتها الوفيرة)، يعد سبقاً كبيراً وإشارة لهما للجهد المبذول فيه والطروحات المهمة والتعريفات المتقنة للغوص في عوالم كاتبنا العبقري ونتاجاته الأدبية الكثيرة وعلاقته بعوالمنا العربية مشرقها ومغربها. ولعل الهدف الأساسي منه كان تلك الإشارة الدالة على قرب عوالم سرڨانتس وحياته من فترة مهمة من فترات التواجد العربي في إسبانيا وانعكاساتها عليه شخصياً وعلى مجمل كتاباته الشعرية والمسرحية والروائية التي فتحت الدرب للآداب العالمية بالثراء والتنوع والتجديد.