في الوقت الذي بدأ فيه «فويرباخ» أبحاثه في الدين، كان الفلسفة المثالية قد بلغت القمة في عهد التنوير الألماني، خاصةً فلسفة هيجل. وجد فويرباخ نفسه أمام كنيسة معادية للعقل والتقدم، ومتحالفة مع السلطة القمعية الحاكمة. وكان هو يطمح إلى فلسفة تلائم المستقبل، فلسفة بعيدة عن الإدعاءات المثالية، وتتخذ من الإنسان نقطة للانطلاق، تكون قريبة منه ومن تجاربه الملموسة. لذلك أُطلق على فلسفة فويرباخ الناقدة للفكر الديني اسم «الفلسفة المادية الأنثروبولوجية». مرت حياة فويرباخ بعدة مراحل وانتقالات فكرية؛ بين دراسته للجانب اللاهوتي ثم المثالي ثم المادي الأنثربولوجي. وبذلك أسس فلسفته على ثلاثة محاور: تحرير الإنسان والطبيعة من عبودية النزعة المثالية الهيجلية، وتحرير الإنسان من هيمنة سلطة الفكر اللاهوتي، وتأسيس قواعد الدين الأنثربولوجي. من خلال ستة فصول، تناقش الباحثة «نادية النصراوي» التحولات الفكرية وفلسفة الفيلسوف الألماني ««فويرباخ»، المشهور بكتابه «جوهر المسيحيّة» الذي نقد فيه المسيحية، والذي أثر في أجيالٍ من المفكرين اللاحقين، مثل: كارل ماركس، وفريدريك أنجلز، وريتشارد فاغنر، وفريدريك نيتشه. تتناول الكاتبة في البداية النزعة المادية في نقد فلسفة هيغل؛ من خلال نقد مثلث الوجود والعدم والصيرورة، ونقد وحدة الفكر والجمود ومفهومي الزمان والمكان في فلسفة هيغل، ومن ثم تتحدث عن النزعة الإنسانية في فلسفة الدين التي توضح وتشرح عن طريقها منهج فويرباخ الفلسفي. استمع الآن.
Dieser Download kann aus rechtlichen Gründen nur mit Rechnungsadresse in A, D ausgeliefert werden.