وبدأتُ المهمة بمراجعة مجموعة من الكتب والوثائق وأغلب التصريحات والمقالات المعنية بالأزمة، التي تطلب بعضها التردد على المكتبة البريطانية في لندن، والسفر إلى باريس، وجدّة، والبحرين. ومراجعة ثمانية مجلدات، تحوي أغلب ما نشرته الصحف والدوريات المختلفة عن الأزمة، التي استمرت تداعياتها ربما حتى تاريخ نشر الكتاب. تجدون في هذا الكتاب مقابلات لأكثر من 38 شخصية معنية بالأزمة. التقيتُ بهم في ظروف مختلفة، وبعد جهود في ترتيب المواعيد والحصول على موافقاتهم، حكى كل منهم حكايته، ومن ضمنهم شخصيات متمرسة وعلى معرفة بما حدث في أسواق مالية أخرى، ومسؤولون في الجهات الحكومية تم تكليفهم آنذاك بمهام التخطيط للخروج من الأزمة وبعضهم من المتورطين فيها. وقد تفاوتت معايير اختيارها ما بين من بقي منهم، وما زال يعي أحداثها بعد نحو 40 عاماً، وبين من قدّرتُ اجتهاداً بأن لهم دوراً في أحداثها يستحقّ التوثيق، ومعايشة تجارب تلك الشخصيات خلال أزمة المناخ، تُعد اليوم تجسيداً لدروس وعِبر صارت تُروى بشيئ من الطرافة والتهكم أيضاً.