تجد في هذا الكتاب عرضًا موجزًا يتناول موضوع الأدب المقارن، لكنه تام على قدر الإمكان، لمسائل الأدب المقارن ومناهجه ونتائجه الرئيسية، في مختلف الاتجاهات التي تعرض لها المؤلف، وقد بدأ هذا العرض بلمحة تاريخية في أصول هذه الدراسة، ثم أضاف إلى ذلك مخططًا يصف حالتها الحاضرة، ويعرض لما ينتظرها من تقدم، أما القسم الثالث الذي وقفه على الأدب العام، فالغاية منه أن يزيد في معرفتنا وفهمنا لهذا الفرع من الأدب المقارن لهذا الربع الذي قل أن ارتاده الباحثون، والذي يؤذن بأبحاث خصبة لا تحصر عددًا. ولما كان مفهوم التاريخ الأدبي نفسه، كشيء مستقل عن النقد، لا يزال على شيء من الغموض في كثير من الأذهان. والأدب المقارن علم فرنسي في جله، له ماضيه اللامع، وله آماله العراض. ومع ذلك فإن كثيرًا من المثقفين ما زالوا يسيئون فهمه، أو يكادون يجهلونه.